}إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم { صدق الله العظيم
أكثرنا نحن المسلمون نتمنى ان يتغير مجتمعنا نحو الأفضل و ان يكون صورة
مشرقة للإسلام ومبهره لعظمته وللمنتمين لهذا الدين .. بدايةً انا لا أعول الأمر
على الجميع , فاغلبناً نعلم ان الكثير من الناس على هذه المعمورة ليس لهم همة
عالية وطموحات لاستعمار الارض وهي تحسين نوعية العيش فيها .. بل يعيشون على خط
هامش هذه الحياة وكل مبتغاهم هو الطعام الشهي والملبس البهي والمركب المترف وان
حصلوا على ذلك ..
كلماتي اسمعها لمن يريد ان يسمع مثل هذه الكلمات وهي عظمة الامة وهيبتها
والارتقاء بها في عاليات القمم , اخاطب من يسعى الى تغيير واقع الامة , ويا اهلا
بهم وسهلا من عقول مُنيرة ونفوس رائعة ..
يقول تعالى : }ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم { .. هذا هو الشرط الاساس
للتغيير الذي يفرضه لمجتمع ان ارادوا تغيير واقعهم ان كان من الافضل الى الاسوء
وذلك بالكقر , او كان من الاسوء الى الافضل وذلك بالايمان .. فاذا علينا اولا ان
نجدد ايماننا بالله وحده وان نتفكّر بما هي القضية الاساس والمهمة الاولى التي
وجدنا من اجلها ؟!
ومن ثم .. هل نحن راضين عن حال مجتمعنا الإسلامي ؟ وعن صورة الإسلام التي
نحنُ ننقلها عن الإسلام ؟! .. وهل يرضينا حال شبابنا و شوارعنا وأماكننا العامة
بالتأكيد الإجابة ستكون بالنفي والنفي المطلق فمن يقرأ هذه الحروف من
الطبقة العالية للأمة والمحبة للخير ..
( المسجد بيت كل تقي ) هكذا يقول رسول الله صلى الله
عليه وسلم
احبتي البناء يكون من ابسط الامور .. على سبيل المثال المساجد ومسجد الحي ,
هذا المكان المبارك يتواجد فيه اغلب اخيار الحي او المنطقة , فلو تكلمت مع امام
المسجد لوضع درس تعليمي قبل الصلاة او بعدها للامور الحياتية اليومية وكيفية اعادة
احياء قيمنا وثقافتنا وطرق تعليم الاطفال والاسرة وغيرها من الامور الكثيرة لوجدنا
تغيير كبير وملحوظ في ذالك الحي فالمسجد هو مدرسة للأمور اليومية لا لأمور نظرية
كما المدرسة .. ومن سيعترض على ان المدرسة هي الأهم سأقول له خذ على سبيل على
المثال شاب من أبناء المدارس وشاب من أبناء المساجد وقارن بين أخلاق وآداب كل
منهما .. سيكون الفارق كبير جدا لصالح من تعلم بالمسجد ..
إنا لا أحث على ترك المدارس ولكن مجتمعنا يمر بأزمة أخلاق واحترام للمقابل
.. المدرسة أصبحت تُخرج مع خريجيها شيء من الكبر والتعالي على المجتمع وهذا الفرد
لا يبني مجتمع ولا يبني أسرة حتى فكيف
التعويل عليه !
فالمطلوب منا اليوم ان نبدأ بصغارنا وأطفالنا للتعويل عليهم في بناء مستقبل
للأمة .. وبنائهم بصورة صحيحة تعليمهم
وترسيخ في أذهانهم قيمنا أخلاقنا آدابنا وغيرها من المفاهيم التي هي أساس بناء
الحضارات , ولا ننسى أنفسنا من إصلاحها والانضمام للركب من جديد ..
طريقة التعويل على الاطفال هو تعليمهم القران وامور الدين قبل ادخالهم
المدرسة , الواجب علينا اولا ان نبقى محافظين على حفظ كتاب الله أجيال بعد أجيال
وهذه الخاصية التي انعم الله بها على هذه الامة , ولنكن نحن من سيحمل لواء هذا
الكتاب وعظمته في حفظه والمحافظة عليه وابهار الغرب باننا ما زلنا متمسكين
بتقاليدنا وقيمنا حتى وان رهط من الناس فقدوا تلك القيم ..
وختام الحديث .. فالمساجد ايضا لا ننساها انها تحتاج أكثر لاهتمامنا
وتعظيمنا والتعرف على ادابها : { ومن يعظم شعائر اللّه فإنها من تقوى القلوب { فلا
نغفل عن تنظيفها وتطيبها وصيانتها وإظهارها بالمكان الأهم والأعظم الواجب تقدسه
قربانا لله
ولــ نبدأ من اليوم ..
أخوكم وصديقكم : مهدي الجهجاه
www.aljahjah.com
2 – 10 – 2015